۱۱ شهریور ۹۲ ، ۲۱:۳۱
وزیر الدفاع الامریکی بانیتا و دیمبسی یعترفان حول دعم عصابات الارهاب بالسلاح فی سوریا
وزیر الدفاع الامریکی بانیتا و دیمبسی یعترفان حول دعم عصابات الارهاب بالسلاح فی سوریا
ینطوی اعتراف وزیر الدفاع الأمیرکی لیون بانیتا بوجود القاعدة فی سوریة وبکون التفجیرات الانتحاریة تحمل بصمتها، على کمیة کبیرة من النفاق والدجل السیاسی، فهذا الاعتراف لیس الأول من نوعه ، بل جاء إثر سلسلة من التصریحات التی أدلى بها قادة عسکریون وأمنیون کبار فی الولایات المتحدة ، حملت التعابیر ذاتها وساهمت وزیرة الخارجیة هیلاری کلینتون فی تظهیر هذا الخطاب الأمیرکی أکثر من مرة، من غیر أن یخضع المسؤولون الأمیرکیون سلوکهم إزاء الوضع السوری للمراجعة ، بل هم یزدادون تصمیما على تصعید الضغوط ضد الدولة الوطنیة السوریة والشعب السوری ، اللذین یقاومان الإرهاب والتکفیر المدعومین دولیا وإقلیمیا من تحالف تقوده الولایات المتحدة مباشرة.
أولا: یقول بانیتا إن جماعات القاعدة تستفید من الفوضى التی تعیشها بعض المناطق السوریة وهذه الفوضى هی نتیجة وجود عصابات مسلحة تحتضنها المخابرات الأمیرکیة والغربیة وتقیم الحکومة الترکیة لها قواعد على أراضیها بالقرب من الحدود السوریة فی حین تجاهر حکومتا السعودیة وقطر بتمویلها وتسلیحها منذ مطلع العام 2011.
إن کان من فوضى على بعض الجغرافیا السوریة فهی حصیلة المخطط الأمیرکی لتدمیر قوة سوریة وهی نتاج للحضانة الأمیرکیة والغربیة التی تحظى بها عصابات مسلحة و واجهات سیاسیة عمیلة تحرکها المخابرات الأمیرکیة ، ویحتضنها القادة الأتراک والسعودیون والقطریون وفلول القاعدة تمثل جزءا من هذا الخلیط الذی یستهدف حیاة السوریین واستقرارهم تحت الرعایة الأمیرکیة.
ثانیا: أن أحدا فی العالم لا یمکن أن یقبل فکرة أو فرضیة أن السعودیة تجرؤ على أخذ قرار أو موقف خارج الرضا الأمیرکی بل خارج الأوامر الأمیرکیة ویصح القیاس بالتأکید على حکومة قطر وعلى حکومة الوهم العثمانی التی أقامت غرفة عملیات مشترکة مع المخابرات الأمیرکیة والفرنسیة فی قاعدة انجرلیک لقیادة الإرهاب فی سوریة.
وبکل تأکید فان أحدا فی العالم لا یمکن أن یقبل أکذوبة التنصل الأمیرکی من رعایة إرسال السلاح إلى سوریة لصالح العصابات الإرهابیة التی تنفذ التفجیرات الانتحاریة وأعمال القتل وتسعى لنشر الفوضى والدلیل البسیط فی الباخرة "لطف الله 2″ التی صادرها الجیش اللبنانی والتی انطلقت من لیبیا حیث یسیطر عملاء أمیرکیون على الأرض قاموا قبلها بشحن العدید من إرسالیات السلاح والمتفجرات إلى الشمال اللبنانی لتهریبها إلى سوریة بالتعاون مع قوى 14 آذار التی یقودها جیفری فیلتمان وبندر بن سلطان ، و یشارک فی تمویل سعیها إلى جعل لبنان منصة لخطة تخریب سوریة حکام قطر ویرعاها جمیع أطراف الحلف المتورط فی الحرب على سوریة.
ثالثا: الدولة السوریة أعلنت منذ بدایة الأحداث عن وجود إرهابیین وعن نشاط جماعات التکفیر وعن إرسال فلول القاعدة وتجمیعها داخل سوریة ، وبالقرب من حدودها مع دول الجوار وخصوصا فی الأردن ولبنان وترکیا ، وکان الأمیرکی المنافق یتنکر لهذه الحقائق بینما جوقة عملائه فی سوریة وفی المنطقة یتصدرها حمد بن جاسم أقامت خطة العدوان على سوریة ، انطلاقا من إنکار الحقائق التی أعلنتها الدولة الوطنیة السوریة ، عن وجود جماعات تکفیریة وإرهابیة وقاعدیة على الأرض عملت تحت ظل ما یسمونه حتى الیوم بالاحتجاجات السلمیة.
المنطق السیاسی یفترض توقع دعم دولی للدولة السوریة فی مکافحة الإرهاب بناء على الاعترافات المتلاحقة من قبل الحکومة الأمیرکیة التی زعمت طیلة السنوات الماضیة أنها تخوض حربا ضد الإرهاب والحقیقة الساطعة هی أنها حشدت ودعمت عصابات الإرهاب لاستخدامها فی محاولة تقویض الدولة السوریة.
یخاف الأمیرکیون وعملاؤهم من هنهوض القوة السوریة فی المنطقة بعد انتصارها ، کما یخشون من تثبیت المعادلة الدولیة الجدیدة التی أتاحها صمود السوریین فی وجه الإرهاب والتخریب وتماسکهم خلف الدولة والجیش ومشروع الإصلاح الذی یقوده الرئیس بشار الأسد، وخطة أنان هی میدان هذا الصراع بینما السابقة التی أسستها الدینامکیة الروسیة فی مجلس الأمن بعد الفیتو المزدوج وبین التصمیم الأمیرکی على عرقلة تبلور معادلات دولیة جدیدة من البوابة السوریة.
رابعا: التقدم الذی حققته الدولة السوریة فی طریق الإصلاحات والذی توج بالانتخابات التشریعیة الناجحة التی جرت مؤخرا، یترافق مع التقدم فی تطبیق البنود التی نص علیها بروتوکول التعاون بین الخارجیة السوریة وبعثة المراقبین الدولیین.
وبالمقابل فإن التصمیم على تصعید عملیات القتل والإرهاب والتفجیرات الانتحاریة لا یقتصر فقط على فلول القاعدة ، بل هو أمر مصرح به من قبل الجماعات المسلحة التی یرعاها الأمیرکیون والتی أکدت التزامها بالانتقال إلى عملیات الاغتیال والتفجیر وقد استهدفت المراقبین أنفسهم فی درعا قبل یوم من التفجیر الانتحاری المروع الذی هز دمشق.
روسیا تبدو الیوم مقبلة على خوض معرکة فی وجه العربدة الأمیرکیة عبر التصمیم على منع تهریب الأسلحة إلى سوریة وهی تملک القدرة على ذلک بواسطة أسطولها فی حوض المتوسط وأقمارها الصناعیة القادرة على المراقبة والمتابعة ، و عبر شبکة مخابراتها الموجودة على مساحة المنطقة ، کما أن روسیا انتقلت إلى الهجوم الدبلوماسی عبر الدعوة إلى فرض عقوبات على الدول المتورطة فی تصدیر السلاح والإرهاب إلى سوریة ، و فی تمویل العصابات الإرهابیة على الأرض السوریة ، وهذا ما سیکون مضمون الصراع السیاسی الدولی فی المرحلة المقبلة لأن تلک العقوبات ستطال الحکومات والجماعات المتورطة فی لیبیا ومصر والسعودیة وقطر وترکیا.
خامسا: ما یخشاه الأمیرکیون من سیر خطة أنان فی مناخ التعاون مع الدولة السوریة ، لیس فقط صدور تقریر متوازن ینصف الدولة السوریة ومؤسساتها الوطنیة العسکریة والأمنیة بل لأن بروتوکول عمل المراقبین الذی یجری تنفیذه یقترب فی تقدمه من بند أساسی اعترف به کوفی أنان فی الإحاطة التی قدمها لمجلس الأمن وهو ینص على دعوة مسلحی المعارضات المتناحرة إلى إلقاء السلاح بالتزامن مع انطلاق الحوار ، بینما تواجه الدولة الوطنیة السوریة مطالبة شعبیة ملحة باستکمال تصفیة تلک العصابات وتجریدها من السلاح بالقوة للتخلص من حالة الاضطراب والقلق التی تعیشها بعض الأریاف السوریة بینما یزداد قوة لدى السوریین الشعور الحار بأهمیة التضامن الوطنی والالتفاف حلو الدولة والجیش فی مقاومة الإرهاب والتکفیر اللذین یهددان حیاتهم.
خسارة العصابات المسلحة على الأرض تعنی إسقاط أوراق الضغط الأمیرکیة داخل سوریة ولذلک یختار الأمیرکیون وعملاؤهم الالتفاف على مهمة المراقبین ، و مبادرة أنان وروسیا فی المرصاد داخل مجلس الأمن وخارجه ، لهذا السلوک المنافق والتآمری الذی تتبعه الإدارة الأمیرکیة إزاء فشلها فی النیل من سوریة وهی ترید أن تمرر اعترافها بالقوة الإیرانیة فی مفاوضات بغداد والسعی إلى ترتیب مشروع نظام إقلیمی بین ترکیا والسعودیة وإیران لشطب الدور السوری ، الذی یمثل العروبة المقاومة للهیمنة الاستعماریة والإسرائیلیة ، وهو ما لن تقبل به إیران ، وما لن یمر إطلاقا فی ظل النهضة الروسیة من الشباک السوری ، وفی ظل تحفز الدولة الوطنیة السوریة للانتقال إلى الهجوم المعاکس مع تقدمها فی طریق التعافی السیاسی والأمنی الداخلی ، وفی ظل الصمود الاقتصادی أمام الحصار والعقوبات والضغوط ، فمشروعیة الدور السوری فی المنطقة ، أقوى من أن یخنقها الدجل والتآمر الملازمین للسیاسة الأمیرکیة.
۹۲/۰۶/۱۱