وورلد تربیون:ضرب سوریا غیر قانونی وینذر بحرب عالمیة

ذکرت صحیفة "وورلد تربیون" الأمیرکیة، الأحد، أن التدخل العسکرى الأمیرکی فی سوریا یعتبر غیر أخلاقی وغیر قانونی وخیانة وأن المستفید الأول من قصف سوریا هو تنظیم القاعدة العدو اللدود لأمیرکا، وربما یؤدی ذلک إلى حرب عالمیة جدیدة تندلع من الشرق الأوسط وتمتد على نطاق واسع.

وأشارت الصحیفة ـ فی تقریر أوردته على موقعها الإلکترونی - أن الرئیس الأمیرکی باراک أوباما مهدد بمغادرة فترة رئاسته فی حالة یرثى لها.. مضیفةً أن أوباما "یُعلى غروره فوق المصلحة الوطنیة للبلاد ویعرضها للخطر بعد إصراره على قصف سوریا فهو بذلک یلعب بالنار".

وأوضحت أن الأدلة المذکورة بشأن استخدام قوات الأسد للأسلحة الکیمیائیة فی الأراضی التی تسیطر علیها المعارضة السوریة فهی أدلة ضعیفة، هذا بالإضافة لأن فریق التفتیش لم یستطیع تأکید استخدام الأسد لهذه الأسلحة.. کما ذکر مسئولون فی الاستخبارات الأمیرکیة أن العلاقة بین الأسلحة الکیمیائیة المستخدمة وبین نظام الأسد ضعیفة.. وذلک لأن الأسد لیس لدیه دافع منطقی لاستخدام أسلحة الدمار الشامل.

وتابعت الصحیفة فی تقریرها أن الدعایة التی تقوم بها الإدارة الأمیرکیة لخوض الحرب على سوریا تشبه ما حدث فی العراق وأن التکالیف التی یمکن أن تبذل فی هذه الحرب قد تکون کارثیة أو ربما أسوأ من ذلک.

وأشارت وورلد تربیون أن قوات المعارضة لن تستطیع أن تحقق الانتصار أمامه وهم یعرفون ذلک.. ولذلک فإن الأسد لیس فی حاجة إلى استخدام الأسلحة الکیمائیة.. بینما المعارضة السوریة على استعداد لاستخدام أسلحة الدمار الشامل ضد شعبهم لکسب التعاطف الدولی.

وذکرت أن المعارضة السوریة استولت على بعض أسلحة الدمار الشامل وبالتالى لا یوجد أی دلیل قاطع أن الأسد أمر مباشرة بالمجزرة التی حدثت خارج دمشق.

وأضافت أن المسلحین المتشددین لن یستطیعون الانتصار إلا لو استطاعت حشد التدخل العسکری الخارجی کما حدث فی لیبیا، وأنهم یعرفون أن صور الأطفال الذین قتلوا نتیجة استنشاق الغاز الکیمیائی سوف تثیر ضمائر الحکومات الغربیة من بدایة الحرب الأهلیة فی سوریا، وفقا للصحیفة.

وأفادت الصحیفة أن المعارضین السورین لیسو" ثوار أحرار " فهم بمثابة النسخة العربیة من المستعمرین الأمیرکیین بل یتم ملئ صفوفهم والقیادة مع "الجهادیین الإسلامیة" کثیرا منهم على صلة بتنظیم القاعدة، وهدفهم هو إقامه "الدولة السنیة فی البلاد وأسلمة سوریا"، وتسعى للقضاء على الأقلیة العلویة الشیعیة المسیحیین فی البلاد.

ولفتت الصحیفة إلى أن المعارضة السوریة بأفعالها تسعى إلى تحویل القوة الجویة الأمیرکیة إلى سلاح جوی تابع لتنظیم القاعدة وأن الحکومة الأمیرکیة تقدم المساعدة لمجموعات إرهابیة کانت مسئولة عن أحداث 11 سبتمبر 2001 التی راح ضحیتها 3 آلاف أمیریکی، وأن حملة أوباما لضرب سوریا یعتبر مساعدة لتنظیم القاعدة فی الاستیلاء على سوریا وبالتالی ربما تحوله إلى ملاذاً آمنا "للجهادیین"، وهذه خیانة للبلاد.

والتدخل الأمیرکی، مهما کان محدودا وعقابیا، فإنه قد یورط أمیرکا فی بؤرة الصراع الإقلیمی، الأمر الذی قد یؤدی إلى حرب عالمیة جدیدة.

وتابعت الصحیفة أن أوباما یرید أن یشرع فی قصف سوریا دون موافقة الکونغرس الأمیرکی وهذا یخالف بشکل صارخ الدستور والفصل بین السلطات .. وان الکونغرس هو فقط الذی یمکن أن یجیز استخدام القوة العسکریة، هذا هو السبب فی أن أکثر من 100 نواب یطالبون بأن یتم اتخاذ أی إجراء عسکری من دون دعم الکونغرس قبل.